الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

هشام آدم يقـترح اسـتبدال «القصة» بـ «الرواية القصـيرة

أثار آراء الحاضرين في مقهى نادي المنطقة الشرقية الأدبي

هشام آدم يقـترح اسـتبدال «القصة» بـ «الرواية القصـيرة»



أثار اقتراح الروائي السوداني هشام آدم باستبدال «القصة» بـ «الرواية القصيرة» حفيظة حاضرين في أمسية أقامها المقهى الثقافي بنادي المنطقة الشرقية الأدبي، معتبرين الاقتراح يفتقر إلى المنطق.
وقال آدم، في ورقة قدمها خلال الأمسية بعنوان «الرواية باعتبارها أداة قياس»، إن القصة تطلق في الثقافة العربية على الحكاية، التي كانت تتداول للتسلية أو الحكمة، مستشهداً بعدد من الآيات القرآنية وبعض من الحكم والمواعظ.
وخلص آدم إلى أن تسمية ما يكتب الآن على أنه قصة قصيرة خطأ فادح، لأنها تعني الحكاية، وهي تعنى بأغراض لا تمت بصلة إلى الأهداف الفلسفية والاجتماعية التي تعنى بها الرواية أو فن ما سماه «الرواية القصيرة»، نافياً وجود جنس أدبي يسمى «قصة قصيرة».
ورفض الروائي فهد المصبح توصيف آدم للقصة في الثقافة العربية بالمكانة الهامشية، قياساً بالشعر ونسبة الأسبقية للشعر على كافة الأجناس الأدبية في العربية.
وقال المصبح: بإمكان آدم القول إن مفهوم القصة الحالي قد تطور كثيراً عن مفهومها في العصور السابقة، ولكن ليس بإمكانه الادعاء بعدم وجودها، وتبعيتها للشعر ولا أسبقية الشعر عليها، لأن القص نزعة طبيعية لدى الإنسان تسبق أي شيء.
وختم المصبح قائلاً: من الممكن القبول باسم آخر للقصة، وعلى آدم إيجاد اسم يناسبها أكثر من القصة والرواية القصيرة.
واعتبر القاص عبد الله النصر اقتراح آدم منطقياً يتفق مع ما سماه «المعنى الصحيح والقاموسي لكلمة قصة»، مطالباً آدم باتباع خطوة الرفض باقتراح بديل آخر لمسمى القصة.
ووجّه القاص زكريا العباد نقده لورقة آدم باعتبارها تنتمي إلى جنس المقال النقدي، ولكنها لا تفي لمقومات المقال ولا تحافظ على وحدة الموضوع الذي وعد به العنوان «الرواية كأداة قياس»، فهي تناقش استحقاق جنس القصة لهذا الاسم وهذا موضوع آخر.
وأضاف: رفض آدم إطلاق اسم القصة المتداول تاريخياً في الثقافة العربية على الجنس الأدبي الحديث هو رفض لحركة تاريخ اللغة، فالتداول الحاضر لـ «قصة قصيرة» هو تداول اصطلاحي ينفي أية شبهة لحضور المفهوم التاريخي لكلمة قصة أو حكاية.. معتبراً أن النقاش حول هذه المسألة لا يحمل أي قيمة ما دام الأدباء لا يستخدمون كلمة قصة بالمعنى التراثي لها.
وقال إن منطق هشام نفسه يمكن استخدامه لنقض اقتراحه تسمية القصة بـ «الرواية القصيرة» لأن الرواية في العربية تعني الرواية عن الشعر ولكنها لا تعني الرواية بمعناها الحديث.
وتناول آدم في ورقته الخيال باعتباره أهم عناصر الرواية والأدب عموماً، وقال إن من خصائصه أنه غير مقيد بالزمان أو المكان، وفرق بينه وبين التخيل حيث إن الخيال يختص بالإبداع.
وقال إنه لا بد من ربط فن الرواية بعناصر متعددة كالوقائع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لأنها دوائر متداخلة، ولكنها غير مستقلة عن الإنسان، فهي مرتبطة بوجوده ووعيه وتفاعله مع البيئة ومع نفسه.
وأضاف إن فن الرواية باعتباره فناً يحاكي الواقع أو يوازيه، فإنه يصبح الطريقة الأنجع لخلق وقائع مثالية (ربما)، أو أقرب إلى خوض صراع افتراضي مع ما هو كائن، وما هو ممكن أو مستحيل الإمكان.. وكأن الروائي - حين يكتب روايته - يجري حوارات مفترضة بينه وبين سلطة واقعية. وهو بذلك إنما يحاول قياس إمكانية المعقول منها وغير المعقول، ويبتكر شخوصاً يقدمهم قرابين لهذا الاختبار الوجودي في الحقيقة.
وذكر آدم أن الأمر يشبه – إلى حد ما - محاولاتنا لوضع تخمينات حول ردود أفعال المجتمع إزاء وجهات النظر الخاصة، ومدى قبول الآخر بالأنا، ووضع خطط بديلة لأنماط سلوكنا بناء على استنتاجات منطقية مستقاة من خبراتنا العامة، كأن نقول: «ترى ماذا سوف يحدث إذا تغيبت عن العمل دون إخطار مسبق؟».

المصادر
جريدة اليوم السعودية
جريدة عكاظ السعودية

هناك تعليقان (2):

  1. هناك أركان أساسية للرواية ولو قصرت واركان اساسية للقصة القصيرة ولو طالت اهمها الزمن ،لذا لاضير من طرح مصطلح الرواية القصيرة وقد قدمها الكاتب احمد فؤاد من مصر وارسلت الي مرة،ولكن الاهم لماذا تباع بكثرة الروايات الغربية الضخمةو مازالت؟.
    د.ريمه الخاني

    ردحذف