الأحد، 22 نوفمبر 2009

رسالة (للأسف) إلى هيفاء وهبي



أشعر بالخزي الشديد وأنا أهدر جزءاً من وقتي لأكتب رسالة إلى المدعوة هيفاء وهبي المحسوبة على قبيلة الفن، والفن منها ومن أمثالها براء، وسأحاول في هذه الرسالة ألا أُسيء الأدب ليس احتراماً لها، ولكن احتراماً لقلمي ولنفسي، ودعوني أوجه هذه الرسالة إليها بشكل مباشر


تحيّة طيّبة. وبعد


قرأت –كما قرأ جميع السودانيون- تعليقك على أحداث وتداعيات مباراة مصر والجزائر والتي أقيمت في العاصمة القومية الخرطوم، وبإمكاني أن أتفهم مُبررات هذا التصريح، لاسيما وأن مصر تُعتبر لك ولكثير من المطربين والمطربات قاعدة انتشار لا يُمكن الاستغناء عنها، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو مُكابر، ولا أحد يملك الحق أن يحجر حق التعاطف؛ فلكِ مُطلق الحُرية في أن تُبدي تعاطفكِ الكامل مع الشقيقة مصر، أو مع أيّ دولة أخرى، فهذه حريّة شخصية بكل تأكيد، ولكن ما لم أفهمه هو تصريحك الغريب والمُشين لدور السودان والسودانيين في هذه الأحداث، واتهامك لهم بالتواطؤ ضد الاعتداء على الجمهور المصري على أراضيه، وهذه تهمة نفتها السُلطات المصرية نفسها، قبل السلطات السودانية، ولستُ هنا بصدد مناقشة الأمر فهو محسوم على الصعيد الرسمي والإعلامي على حدّ سواء


ولكنني أتساءل: ماذا تعرفين عن السودان وعن شعبه لتُلقي إليه تهمة بهذه البشاعة؟ دعينا من الشعارات والخطب العاطفية، أنا سؤالي هنا سؤال حقيقي، فأنا لا أبحث عن إجابات من قبيل: الشعب السوداني شعب كريم، أو شعب مِضياف، أو شعب يتمتع بالنخوة والكرامة ... إلخ من هذه الإجابات اللزجة التي قد يدعيها أيّ شعب أو قد يُطلقها أيّ شخص على أي شعب آخر سواء بغرض أو دون غرض، وسواء امتلك الحقيقة أو لم يمتلكها. ولكن فعلاً ماذا تعرفين عن السودان وعن تاريخه؟


هل تعلمين أن مصدر انزعاج السودانيين من تصريحاتك هذه منبعها الوحيد أنها آتية من هيفاء وهبي تحديداً؟ لقد أدلى مطربون مثل: محمد فؤاد وهيثم شاكر وغيرهم بإفادات مُسيئة للسودان والسودانيين، ولكن صداها لم يكن بصدى تصريحاتك؛ هل تعلمين لماذا؟ لأن الإساءة عندما تأتي من شخص ذو مكانة حقيقية وكبيرة فإنها تكون "صدمة"، ولكن أن تأتي الإساءة من أمثالكِ أنتِ تحديداً فإنها تكون "مهزلة" وفارق كبيرة بين الصدمة والمهزلة.


هيفاء وهبي تُسيء إلى السودانيين؟ حقاً إنها مهزلة، وربما لا عجب في زمن هو بالفعل زمن المهازل. زمن أتاح لأمثالك أن يكون له كلمة مسموعة، وسمح لك بأن تعتلي خشبات المسرح، وكل ما تملكينه من مقومات لذلك: أرداف وأثداء تُحسدين عليها فعلاً، لتُصبح حفلاتك الغنائية متعة غرائزية أكثر من كونها متعة فنية! أرأيتِ أين تكمن المهزلة سيدتي؟


هيفاء وهبي التي ظهرت عبر بعض القنوات اللبنانية وهي تبكي لأن شعبها يُسيء إليها، وترجوهم بأن يكفوا عن ملاحقتها وتتبع أخبارها الخاصة، تأتي الآن لتتكلم بكل وقاحة عن الشعب السوداني والذي لا تعرف عن تاريخه أيّ شيء على الإطلاق؛ أرأيتِ إلى أين تصل المهزلة؟ من هي هيفاء وهبي؟ إذا حاولنا تجريدكِ من كل هذا الصخب والهالة المنسوجة حولكِ فعلى ماذا سوف نحصل يا تُرى؟ دعينا نُجرّدك من الفن والشهرة والجمال الجسدي الظاهر والهالة الإعلامية وعشرات الفضائح، وعمليات التجميل ووووو إلخ، ماذا عن هيفاء وهبي الإنسانة؟ ماذا تملك من مقومات لتُسيء إلى شعب مثل الشعب السوداني له تاريخ يصل إلى آلاف السنين؟ ماذا يُمكن أن تكون هيفاء وهبي دون كل هذه الضجة والزوبعة المنسوجة حولها؟ صفر أم صفر على الشمال؟


بكل صدق أنا لا أقول ذلك للنيل منك بشكل شخصي، وأقول هذا بكل أمانة، ولكنني أتساءل: ماذا تملك هيفاء وهبي على مستواها الرأسي؟ ماذا تملك هيفاء وهبي سوى أثدائها وأردافها؟ ما هي إنجازاتك الشخصية التي يُمكن أن تفخري بها مستقبلاً؟ ماذا تحملين داخل رأسك من فكر أو ثقافة سوى ثقافة "هز يا وز"؟ كُل من شهد لك مقابلة تلفزيونية يعرف تماماً أنك إنسانية خاوية من الداخل، نعم جميلة من الخارج، وأنا شخصياً أشهد لك بذلك.


في الحقيقة لا أريد أن أسرف كثيراً في الكتابة، لأنك لا تستحقين ذلك (مع احترامي الكامل للمعجبين بك إما شخصياً أو فنياً) ولا ضير في زمان مثل زماننا هذا أن نجد أشخاصاً يُمكنهم بكل جرأة أن يُطلقوا على أمثالك لقب "فنانة" ولكنها إرادة الاستلاب الثقافي الذي نعيشه للأسف.


أنا لن أدعوكِ بالطبع لاعتزال الفن وإراحة آذان العالم من نشاز صوتك، أو الاستماع إلى "الهيافات" التي تتغنين بها، فهذا هو حقك، من حق أيّ شخص أن يظن بنفسه الخير، وأن يعتقد أنه فنان وموهوب وأنه نجم، لاسيما إذا أتاحت له وسائل الإعلام ذلك وفتحت له الأبواب سواء عن إيمان بفنك أو رغبة منهم المتجارة بكِ وبجسدك مما يُدر عليهم المكاسب المادية، ولن أفتح ملفاتك فضائحية فهي منتشرة على كل المواقع الإلكترونية أكثر من أيّ فنان أو فنانة أخرى، ولن أتحدث عن إنكارك لابنتك فقط في سبيل المشاركة في مسابقة ملكة جمال لبنان وعن أخلاقية هذا العمل، ولن أتحدث عن القضية التي لم تستطيعي كسبها ضد الإعلامية نضال الأحمدية ومدير أعمالك السابق كريم أبي باغي ودلالات ذلك بكل تأكيد.


لن أتحدث عن كل هذا، ولكنني سوف أنصحك بالاهتمام بنفسك وبفضائحك أكثر، اهتمي بجسدك أكثر فهو يستحق منك الاهتمام، وركزي على عمليات التجميل فهذا هو الشيء الوحيد الذي تُجيدينه، وما لا يستطيع أحد منافستك فيه، ودعي السودانيين في حالهم، واحرصي فقط أن تصنعي لنفسك تاريخاً يُمكنك أن تفخري به يوماً ما بعد أن تتخلى عنك وسائل الإعلام كما حدث لكثير من فنانات الإغراء من أمثالك، فالتاريخ لا يرحم وسياطه مؤلمة وحارقة جداً وإن كنتُ أشك أن ذلك قد ينال منك الاهتمام.


تمنياتي لك بالتوفيق،،،،



هناك 17 تعليقًا:

  1. الفاضل
    هشام
    كيف حالك واحوالك
    اعذرنى على الغياب
    لكنى اعانى من بعض التوعكات المرضية
    شكرا لقلمك الذى صنف من هى هيفاء سواء ان صرحت عن السودان ام غيره فتظل شخصية لا تمت لاى فن اواى رقى باى شكل حتى الان لا نعرف ماهو الذى تتميز به هيفاء انا اتحدث صدقا ليس هضما للحق او من باب المابتلحقوا جدعوا ..ولكن حقا ماهو الفن الذى تقدمه هيفاء بعيدا عن اى تعصب او انتماء او عقيدة ...حتى ان تناولنا الاغراء الذى تقدمه فانه بنظرى لم يرتقى الى مستوى الاغراء الحقيقى المقنع
    وكل ما تفعله مصنوعا كنت اتمنى لو نجحت فى اى باب طرقته عبر بوابةالفن الكبيرة سواء اكان صوتيا او غنجيا او شعريا او عاميا او استعراضيا او حتى امتياز يميزها فما تقدمه لاينتسب لاى نوع من الفنون حتى العالمية هى مقلدة فى قالب عربى وهذا التداخل شبيه بالنشاذ تاما ...
    هيفاء ما اكنت صاحبة مبدا فى يوم من الايام ولن تكون صاحبة كلمة اليوم عن السودان ولكن هى فقط شخص اقنع الضوئيين فصار فلاش فقط ...
    صدقنى لو كنت اتذوق لها اى نوعية من الفن فى ما تقدمه على كل الاصعدة لانصفتها هنا ولكنى لم استطع ان اعطيها اى رقم قبل ان تصرح عن السودان ولازالت الى الان عندى لا تحمل اى رقم وياليتها لو تستمع الى مقالك ...

    شكرا لهذه السانحة
    تقبل تحياتى

    ردحذف
  2. الأخت الفاضلة: لمى هلول
    تحية طيبة

    وألف لا بأس عليك، وأتمنى أن تكوني قد تماثلتِ للشفاء

    بالنسبة للمدعوة هيفاء وهبي فتوددها لمصر مُبرر للغاية، فمصر تكفل لها فرص انتشار أكبر كما أنها تفتح أمامها آفاق لخوض تجربة سينمائية ولا أحد ينكر دور مصر من الناحية الفنية والسينمائية فهي رائدة في هذا المجال على مستوى الوطن العربي، ولكن ما يحز في النفس حقاً هو أن يقوم شخص ما بشراء رضا طرف على حساب طرف آخر، لقد سخرت هيفاء وهبي من قرار منعها من الغناء في الجزائر وصرّحت بأن هذا الأمر لا يعنيها ولا يضيرها في شيء، علماً بأن قرار منعها من الغناء في الجزائر قد صدر منذ فترة طويلة جداً، والحقيقة أستغرب أن تكون هيفاء وهبي مُصدقة فعلاً لكونها فنانة وتحمل رسالة فنية مثلها مثل بقية الفنانين والفنانات الحقيقيات، هيفاء وهبي ليست أكثر من دمية باربي غرائزية وهي تعتز جداً بهذا الدور وتقوم به على أكمل وجه، يتمثل ذلك في اختيارها لملابسها المثيرة وطريقة الغنج الذي تؤدي به أغنياتها الهايفة والفارغة تماماً من أيّ معنى مثل (بوس الواوا) وهذا الكلام الفارغ الساقط الذي لا علاقة له بالفن على الإطلاق

    على هذه الهيفاء وهبي أن تحترم المكانة التي وضعت فيه نفسها، وقدمّت نفسها للجمهور من خلاله كنجمة إغراء وعارضة لا تُجيد إلا أن تعرض جسدها للجمهور، هذا هو حجمها الطبيعي الذي لا يجب أن تتجاوزه إلى ما هو أبعد منه، فهي ليست فنانة ولا تقدم شيئاً مفيداً أو مهماً على الإطلاق .. كما أن عليها أن تفهم إن احترام الشعوب يحتاج إلى وعي قد لا تمتلكه

    ردحذف
  3. السلام وبعد الى الذين يتحدثون فى ما لايعنيهم الحديث عن هيفاء وهبى وما شابهه انا لست من مشجعيها اساسا لكن الحديث مثير ليه بنتحدث عنها ونحن ناسيين البيحصل فى خلف الكواليس داخل بلدنا من فضائح وافعال مخله بالادب من مسؤلين كبار هيفاء عبرت عن ما بداخلها على الشاشه عكس ال1ين يعبرون عما بداخلهم فى الخفاء وخلف الحوائط المشكله ليست مشكله هيفاء او غيرها المشكله فى النفس البشرية الاصبحت مياله للتقليد فى كل شى
    معظم الفنانين وفى بلدنا بيحصل اكتر من كده وبالدليل لو الناس حبت

    ردحذف
  4. السودانيين اخوة افاضل
    ومصر والسودان شئ واحد
    ربنا يصلح حال الجميع يارب

    ردحذف
  5. اخي هشام آدم ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . اعتذر لانني عرفت المدونة متأخر ووجدت فيها مايسد رمقي ويشبع بعض جوعي . شكرا لك هذا العطاء في كل جوانبه من نقد ونثر وتحليل .
    ادخل في موضوع هيفاء وهبي . اعذرها اخي الكريم فهذا الصنف من البشر اتخذوا من غيرهم سُلم ودرج لبلوغ القمة . كان لها ان تمدح في الشعب المصري كما يحلو لها ولكن فضلت ان تتخذ من الاساءة سبيلا للوصول الي ما تريد هذا دليل علي المثل ان كل اناء بما فيه ينضح والمثل البيسط يقول ( كل يري الناس يعين طبعه) فهذا هو طبعها وطبع كل من يستخدم الاساءة سبيل للظهور . دعك عنها فانها لاتسوي حبرك فالجميع يعرف من هي ؟ شكرا لك اديبنا الرائع .

    ردحذف