السبت، 23 أكتوبر 2010

جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي

أعلنت سكرتارية جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي يوم الخميس 21 أكتوبر عن أسماء الفائزين في المسابقة لدورتها الثامنة لعام 2010 في مؤتمر صحفي عقد خصيصاً لهذا الغرض بمقر مركز عبد الكريم ميرغني القيّم على الجائزة وسط حضور من الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء المحلية، وجاءت النتيجة على النحو التالي:
الفائز الأول: طه جعفر برواية "فِركة"
الفائز الأول (مشترك): هشام آدم برواية "قونقليز"
في حين نال الروائي يوسف أحمد الشيخ جائزة تقديرية عن روايته "سبق لهم الموت"

وخاطبت السكرتارية الحضور بكلمة افتتاحية، تمنت فيه أن تعود هذه المناسبة في السنة القادمة في ظل سودان موحد، ينعم بالسلام والاستقرار، وأن يتفادى الشعب السودان شبح الانقسام الذي يُهدد البلاد، كما أكدت الكلمة على أن الفضل في استمرارية هذه المسابقة تأتي بفضل جهود مركز عبد الكريم ميرغني متمثلاً في شخص الأستاذ/ محمود صالح عثمان صالح (مدير المركز، وعضو مجلس أمناء الجائزة)

كما أشارت الكلمة إلى المكاسب التي حققتها الجائزة خلال سنواتها الثماني المنصرمة منذ الإعلان عنها في العام 2002 وأجملت هذه المكاسب في تحفيز الكُتاب السودانيين على الاهتمام بفن الرواية، لاسيما وأن إجمالي عدد الروايات المشاركة في المسابقة بلغت (134) رواية، إضافة إلى الخبرة الإدارة والفنية التي اكتسبتها السكرتارية خلال هذه الفترة من تاريخ المسابقة.

كما أشادت الكلمة الافتتاحية بلجان التحكيم وعملها الاحترافي والمهني، وقراراتها الصائبة معتمدة في ذلك على خلو نتائج المسابقة من الشبهات والنواقص وهو ما شهد تطورًا ملحوظاً باستمرار خلال السنوات الماضية. وأكدت السكرتارية في كلمتها الافتتاحية إلى أن الأسماء التي فازت بالجائزة احتل معظمها مواقع أدبية بارزة الأمر الذي اعتبرته السكرتارية تحقيقاً لأحد أهداف المركز من خلال هذه الجائزة.

تلا ذلك كلمة مجلس أمناء الجائزة ألقاها الأستاذ/ إدريس الطاهر النيل، شكر فيها مراسلي الصحف ووكالات الأنباء المحلية والجمهور على حضورهم في هذه الفعالية الثقافية، ثم أشار إلى أن جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي كانت مبادرة من الأديب الطيب صالح نفسه؛ إذ بدأت الفكرة عندما جمع أصدقاؤه ومحبوه مبلغ (20) ألف دولار لشراء منزل له، إلا أنه تنازل عن المبلغ لصالح جائزة تعمل على تطوير الكتابة السردية في السودان، فتم وضع المبلغ كوديعة يصرف من ريعها على جوائز هذه المسابقة

كما أوضح النيل في كلمته أن الأعمال الأدبية المتقدمة للجائزة تخضع لتقييم علمي دقيق، وفق معايير معتمدة على أسس وضوابط الكتابة السردية، وتم اختيار لجنة من المحكمين ذوي الخبرة الواسعة في مجال النقد الروائي، وقدم النيل في نهاية كلمته الشكر للجنة الجائزة على إنجاحهم لهذه الجائزة خلال الأعوام الثمانية المنصرمة، وعلى تنظيم المؤتمرات العلمية المصاحبة لها، كما قدم شكره للجنة المحكمين على ما اطلاعهم على النصوص المتقدمة وكتابة التقارير الأدبية والنقدية بحيادية تامة، وشكر كذلك للصحافة ووكالات الأنباء والمحطات الفضائية التي دأبت على تغطية فعالية المسابقة.

وأخيراً تم تلاوة قرار لجنة المحكمين النهائي على النحو التالي:
"هذا هو الموسم الثامن لهذه الجائزة التي رفدت الكتابة الروائية في السودان بالعديد من النصوص المتميزة. هذا أمر له أهميته ودلالاته العديدة في السياق الثقافي لما يسهم به في دور فعال في تطور الكتابة الإبداعية عموماً والروائية علي وجه الخصوص. هنالك مؤشرات تكشف الدور الذي لعبته هذه الجائزة من تراكم خبرات دفعت بالمبدعين ممن أثروا الساحة بأعمالهم الإبداعية المتميزةـ بل وظلوا كذلك للدرجة التي يرشحون فيها للبوكر العربية.

نزعم هنا أن هنالك تطوراً ملحوظاً في طرائق السرد من حيث التيمة واللغة والأسلوب. مثلاً: تناولت معظم النصوص ثقافات سودانية في أفق تقاطعاتها مع انثربولوجيا سياسية، نبش في البنية النفسية والمجتمعية للسودان، وأمر آخر هو: تقنيات السرد في سقف مآلاتها. الأمر الأخير عكس فيما عكس اطلاع الكتاب على منجز الرواية العالمية، بل وتطورهم المعرفي من حيث الرواية وتقنيات كتابتها. مهم أن نذكر أن الأخطاء اللغوية والأسلوبية قد تلاشت كثيراً، وقد كان التنافس حاداً فيما بين المتسابقين.

توصلت اللجنة للآتي:
النص الذي نال الجائزة التقديرية هو: "سبق لهم الموت" للكاتب (يوسف أحمد الشيخ) في هذا النص تجمع الصدفة بين اثنين اعتبرا في عداد الموتى ليكون ذلك اللقاء سبباً في التقاء قيم وتقاليد وموروثات: ثقافة مدينة في مقابل أزمنة ريفية. أمر آخر هو لحظة فرار "شاذلي" (الشخصية المحورية في الرواية) من جريمة لم يرتكبها أصلاً حيث تتكثف بشكل درامي مشاعر الخوف والقلق والاغتراب، وقد رسمت الأحداث بصيغة سردية دائرية حيث تتشكل صور حية لواقع سوداني أصيل ينبض بالحب و الحياة.

النصان: "قونقليز" للكاتب (هشام أدم) و"فركة" للكاتب (طه جعفر الخليفة) لهما الجائزة الأولى مناصفة. أما نص "قونقليز" وهو العنوان الدال الذي يحيل لطعم ورائحة الموت، فقد عالج ببراعة تراجيديا الشخصية المحورية "شرف الدين" وذلك عبر تقنية التجريد و التأمل لتتشكل صورة ناطقة لانتصاراته وانكساراته في معاركه الإنسانية و السياسية. نجد أن الكاتب قد تبني تقنية استرجاع الماضي من منظور لحظة آنية ليجد نفسه غارقاً في رتابة وملل لحظة زمن اجتماعي باهت. امتزجت الواقعية و الفنطازيا بأسلوب سهل ممتنع وصيغة سردية غير معقدة.

أما النص الآخر فهو "فركة" التي هي الاسم العلم الدال والمحيل لمتن السرد والشخصية المحورية للرواية، فقد التقط كاتبها تيمة غير شائعة في السرد السوداني وقد كثفها، و بجسارة الكاتب هنا، ألا وهي موضوعة "الرق والاسترقاق" و مآلات العنف والموات والعلاقة بالغة التعقيد، فيما بين سلطة و معرفة. تميز هذا النص بمقدرات كاتبه الفذة في الجمع بين الواقع والتاريخ والخرافة والأسطورة واستدعاء الموروث الشعبي و معالجة اشتغالاته في المتن السري. تميز النص ايضا بالصور الشعرية التي تشكل عوالم سردية منسوجة بعناية وأسلوب متلفع بحداثة مسنودة بمواقف سردية تعي تعقدات الفضاء الاجتماعي للمكان.

تهنئ اللجنة الفائزين و تتمني التوفيق و السداد في مسابقات قادمة للآخرين

لجنة المحكمين

د. صفية نورالدين
أ. نبيل غالي
د. احمد صادق

هناك تعليقان (2):

  1. لا زلت منذ الشهور السابقىة احبسش الانفاس

    اذ انقطعت اخبارك الفنية عنى لظروف دراستى والبيت واشياء اخرى لكن كنت اتوقع فوزك فى جائزة المضيق المقامة باسبانية لكن لم انتظر طويلا اذ كان النجاح والتوفيق من اجمل بقعة كنت ارتادها وهى مركز عبد الكرييم ميرغنى الثقافى بجوار الدومة سابقا وكل حلة
    التجانى يوسف بشير والركابية وود نوباوى وهى تقاطعات جميلة له زكريات وهرطقات مجملة ..

    ال فالف مبروك

    ال ملايين التباريك

    دشيليونات الاهازيج

    استحقاق ناسب اهله

    اختك لمى هلول

    كن بال فخير وعافية

    لم يصلنى منك اى اييمل

    عسى المانع خير

    ردحذف
  2. الأستاذة: لمى هلول
    تحياتي

    الحقيقة أرسلت لك أكثر من رسالة على بريدك الإلكتروني في الجيميل ولم أتلق أي رد منك .. أرجو مراجعة بريدك الإلكتروني للتأكد من ذلك

    أشكرك كل الشكر على هذه التهنئة الرقيقة والأمنيات الصادقة، وكذلك أنا افتقدتُ حضورك منذ مدة طويلة أتمنى أن تكون أمورك بخير

    تحياتي

    ردحذف