مما لا شك فيه أنّ ثقافة المدونات الشخصية -سواء محددة المواضيع والاتجاهات أو غير المحددة- هي ثقافة لا أقول دخيلة، ولكنها جديدة على المتلقي والمستهلك العربي على حدٍ سواء. ومما ساعد على انتشار مثل هذه المدونات هو أسقف الحريات المرتفعة التي توفرها سياسيات النشر الإلكتروني غير محددة الأطر والخارجة عن الملاحقات القانونية والرقابية. ولا ننسى أيضاً أنّ شغف –بل تعطّش- الشخصية العربية للحرية أعطى دافعاً أقوى لاستهلاك مثل هذه الوسائل التي توفر له نوعاً من الرضا النفسي كمسألة تعويضية عما يفتقده من الحريات في ظل سياسات القهر والكبت التي يعاني منها الجميع لاسيما المثقف العربي على وجه الخصوص.
بشكل مبدئي، فإنه لا يمكننا الحكم على هذه التجربة –أي تجربة المدونات- في الوقت الحالي، لأنه لا يمكننا اعتبارها تجربة ناضجة كفاية لتناولها بالنقد. ربما نحتاج لبضع سنوات قبل أن نتمكن من ذلك. وعلى صعيد آخر فإن هنالك بعض التجارب لاقت رواجاً ونجاحاً منقطع النظير، لأن المدونات بطريقة أو بأخرى ساعدت على توفير الأجواء المناسبة والصحية لصناعة الوجوه غير المألوفة في عالم الكتابة والنشر، لأن الحكمة الأساسية من الكتابة الإلكترونية بشكل عام والمدونات بشكل أخص هي كانت ضد احتكارية الأسماء المعروفة في عالم النشر الورقي، وتخلص هؤلاء الكتّاب من قرصنة دور النشر الورقي التي تمارسها باستعلائية متناهية ضد الأسماء المجهولة في عالم الكتابة، وبذلك برز على التو اتجاه جديد في عالم النشر الورقي يتبنى النشر الموجه –إذا صحّ التعبير- هذا الاتجاه ساعد على بروز أسماء جديدة في عالم الكتابة الورقية خرجت أساساً من عالم السايبر.
لا أظن أنه ينبغي علينا تجاهل الدور الذي تلعبه المدونات الشخصية والمنتديات الأدبية في عالم يعيش أصلاً في ظل منجزات الثورة الرقمية، حيث يفترض بنا الإيمان بضرورة التدوين الإلكتروني حتى للأسماء التي لم تشهد هذه الثورة فعلياً، فنجد التدوين الإلكتروني لشعراء وكتاب وأدباء وحتى فنانين قدماء. وهذه العملية –أي عملية التوثيق الإلكتروني- أعتبرها عملية بدهية وضرورية بناءً على معطيات الحاضر الذي نعيشه، إذ لا بد من المواكبة. ففي فترة ما كان الأدب يتم تناقله بالتدوين الأخيلات اعتماداً على الذاكرة الفردية والجماعية لما يتم إنتاجه من أدب وفن، ثم تطوّر الأمر ليعيش التدوين مرحلة أكثر نضجاً يتمثل في التدوين الورقي، وربما ساد هذا التوجه لحقب طويلة حتى جاءت مرحلة التدوين الإلكتروني وهو الأمر الأكثر طبيعية في سلسلة التطور الإنتاج البشري بصورة عامة.
ومن وجهة نظر شخصية، فإنني أعتقد أنّ المدونات سوف تنحصر يوماً ما على عدد محصور من المبدعين في كل المجالات المتعلقة بالجنس الفني سواء التشكيلي (الرسم) أو الأدب (الكتابة) وذلك بعد تخطيها لمرحلة الفورة إن جاز لي التعبير، بيد أنّ هذا الانحصار سوف لن يتم عن طريق فرض رقابات من نوع ما على هذه المدونات، بل سيتم عن طريق عمليات فرز تلقائية لما يتم استهلاكه من منتجات تفرزها هذه المدونات على المدى الطويل. لأن صاحب الإبداع الأصيل هو من سيظل حليفاً لما سوف تتولّد عنه مخاضات هذه التجربة الإلكترونية، بينما أعتقد أو –أتمنى- أنّ الأدعياء أو ما أسميهم بـ(الكائنات الطفيلية) سوف لن تستطيع الاستمرار في مرحلة ما من المراحل، وبذلك فإنني أرى أنّ مستقبل الكتابة الإلكترونية بشكل عام، والمدونات الشخصية بشكل خاص سوف يكون أفضل وأكثر عافية لاسيما مع تطوّر وسائل الحماية الفكرية الإلكترونية، إن وضعنا في الاعتبار الاتجاهات الموجودة الآن لخلق جسد نقابي إلكتروني يتمثل في (اتحاد الكتاب الإلكترونيين) هذه التوجهات من شأنها –على المدى الطويل- أن تسهم في تشذيب المسألة التي نراها الآن أكثر فوضوية؛ ولذا فإنني متفائل بمستقبل الكتابة الإلكترونية وأرى أن مستقبل المدونات سوف يكون أكثر نضجاً وإفادة منه الآن.
بشكل مبدئي، فإنه لا يمكننا الحكم على هذه التجربة –أي تجربة المدونات- في الوقت الحالي، لأنه لا يمكننا اعتبارها تجربة ناضجة كفاية لتناولها بالنقد. ربما نحتاج لبضع سنوات قبل أن نتمكن من ذلك. وعلى صعيد آخر فإن هنالك بعض التجارب لاقت رواجاً ونجاحاً منقطع النظير، لأن المدونات بطريقة أو بأخرى ساعدت على توفير الأجواء المناسبة والصحية لصناعة الوجوه غير المألوفة في عالم الكتابة والنشر، لأن الحكمة الأساسية من الكتابة الإلكترونية بشكل عام والمدونات بشكل أخص هي كانت ضد احتكارية الأسماء المعروفة في عالم النشر الورقي، وتخلص هؤلاء الكتّاب من قرصنة دور النشر الورقي التي تمارسها باستعلائية متناهية ضد الأسماء المجهولة في عالم الكتابة، وبذلك برز على التو اتجاه جديد في عالم النشر الورقي يتبنى النشر الموجه –إذا صحّ التعبير- هذا الاتجاه ساعد على بروز أسماء جديدة في عالم الكتابة الورقية خرجت أساساً من عالم السايبر.
لا أظن أنه ينبغي علينا تجاهل الدور الذي تلعبه المدونات الشخصية والمنتديات الأدبية في عالم يعيش أصلاً في ظل منجزات الثورة الرقمية، حيث يفترض بنا الإيمان بضرورة التدوين الإلكتروني حتى للأسماء التي لم تشهد هذه الثورة فعلياً، فنجد التدوين الإلكتروني لشعراء وكتاب وأدباء وحتى فنانين قدماء. وهذه العملية –أي عملية التوثيق الإلكتروني- أعتبرها عملية بدهية وضرورية بناءً على معطيات الحاضر الذي نعيشه، إذ لا بد من المواكبة. ففي فترة ما كان الأدب يتم تناقله بالتدوين الأخيلات اعتماداً على الذاكرة الفردية والجماعية لما يتم إنتاجه من أدب وفن، ثم تطوّر الأمر ليعيش التدوين مرحلة أكثر نضجاً يتمثل في التدوين الورقي، وربما ساد هذا التوجه لحقب طويلة حتى جاءت مرحلة التدوين الإلكتروني وهو الأمر الأكثر طبيعية في سلسلة التطور الإنتاج البشري بصورة عامة.
ومن وجهة نظر شخصية، فإنني أعتقد أنّ المدونات سوف تنحصر يوماً ما على عدد محصور من المبدعين في كل المجالات المتعلقة بالجنس الفني سواء التشكيلي (الرسم) أو الأدب (الكتابة) وذلك بعد تخطيها لمرحلة الفورة إن جاز لي التعبير، بيد أنّ هذا الانحصار سوف لن يتم عن طريق فرض رقابات من نوع ما على هذه المدونات، بل سيتم عن طريق عمليات فرز تلقائية لما يتم استهلاكه من منتجات تفرزها هذه المدونات على المدى الطويل. لأن صاحب الإبداع الأصيل هو من سيظل حليفاً لما سوف تتولّد عنه مخاضات هذه التجربة الإلكترونية، بينما أعتقد أو –أتمنى- أنّ الأدعياء أو ما أسميهم بـ(الكائنات الطفيلية) سوف لن تستطيع الاستمرار في مرحلة ما من المراحل، وبذلك فإنني أرى أنّ مستقبل الكتابة الإلكترونية بشكل عام، والمدونات الشخصية بشكل خاص سوف يكون أفضل وأكثر عافية لاسيما مع تطوّر وسائل الحماية الفكرية الإلكترونية، إن وضعنا في الاعتبار الاتجاهات الموجودة الآن لخلق جسد نقابي إلكتروني يتمثل في (اتحاد الكتاب الإلكترونيين) هذه التوجهات من شأنها –على المدى الطويل- أن تسهم في تشذيب المسألة التي نراها الآن أكثر فوضوية؛ ولذا فإنني متفائل بمستقبل الكتابة الإلكترونية وأرى أن مستقبل المدونات سوف يكون أكثر نضجاً وإفادة منه الآن.
هاي رجل وسيم وفتاة جميلة penivagi
ردحذف