كل ُّما يتعلّق بالإنسان يصعب دراسته والتكهّن به، فالإنسان كائن مزاجي بطبعه، وهذه المزاجية هي المعيار الذي يحكم تصرّفاته ومواقفه تجاه الأحداث والأشياء. إنه لمن المُدهش حقاً ألا نقف على اتفاقٍ مُوحّد بين عدد كبير من الناس في حكمهم على شيء مُحدد. فمن أراه أنا طيّباً وودوداً يراه آخرون أو آخرون بأنه خبيث وماكر، وما أراه أنا باعثاً على السعادة ينفر منه الآخرون. وهذه الأحكام عرضة للتبدّل والتغيّر على الدوام، بنسق مزاجي غير متعلّق بقيمة مُجرّدة. فالإنسان الذي يخاف من منظر الدماء لا يُمكن وصفه بأنه إنسان رقيق المشاعر حتى وإن دلّت هذا السلوك على هذه الصفة، لأنه قد يكون في الوقت ذاته عنيفاً في تعامله مع أخوته مثلاً. وقد يعتاد على منظر الدماء إذا أصبحت رؤية الدماء عادة بالنسبة إليه كما في حالة الأطباء مثلاً، فكثير من الأطباء كانت رائحة الدماء ورؤيتها تثير خوفهم واشمئزازهم في بداية حياتهم المهنية، ولكن مع التعوّد يُصبح بإمكانهم تناول وجبة الغداء مباشرةً بعد إجراء عملية جراحية. المفارقة ليست في تباين ردود أفعالنا وأحكامنا تجاه الأشياء المختلفة فقط، وإنما في تباين تعاطينا مع ذات الحالة في مواقف مختلفة. وتلك هي المزاجية التي تجعلنا متحفزين تجاه موقف ما في لحظة ما، ومتصالحين مع ذات الموقف في لحظة أخرى.
ربما يجدر بنا التساؤل عن محددات مزاجية الإنسان، وتلك وظيفة عسيرة للغاية، إذ لا يُمكن تحديد عنصر بعينه على أنه المتحكّم الوحيد في أنماطنا المزاجية، إنما هي كيمياء دماغية خاصة مرتبطة بنواحٍ كثيرة، منها ما هو ذاتي صرف، ومنها ما هو ثقافي، ومنها ما هو فلسفي أو معرفي. فلماذا قد يشعر الإنسان بالأسى لرؤية منظر مؤلم مثلاً؟ وهل يرتبط الأسى على الدوام برؤية المناظر المؤلمة فعلاً؟ أعني هل بالإمكان الجزم بتلازم الشعور بالأسى مع رؤية المناظر المؤلمة؟ الأرجح أن ذلك غير صحيح، فالإنسان قد يشعر بالأسى لرؤية قط مدهوس في الطريق، في حين لا يشعر بالشيء ذاته عند رؤيته إنساناً مُصاباً بالجذام، بل قد يحل محله الشعور بالتقزز والاشمئزاز. فما الذي يُحدد لنا مزاجنا ويتحكّم فيه؟ إن الأمر قد يتجاوز ذلك حتى يبدو وكأنه تناقض في أحكامنا وسلوكنا بشكل عام، ولكنه في الوقت ذاته لا يعدو كونه نسقاً إنسانياً لا يُمكن الاعتماد عليه بشكل قطعي.
الإنسان الذي يتحلى بالشجاعة في مواجهة مواقف بعينها قد يشعر بالخوف من أشياء أخرى قد تبدو في نظر الآخرين أقل خطورة. فالخوف من الأماكن المرتفعة أو المغلقة، أو الخوف من الظلام ليس دليلاً على الجُبن مثلاً وليس مقياساً له، كما أن الجسارة في المعارك، والفروسية ليست دليلاً كافياً على الشجاعة إلا في حال ارتباط هذا الوصف بالحالة المُحددة وعندها فإننا سوف نضطر إلى تعديل أحكامنا على الآخرين بناءً على هذه الاختلافات الداخلية، فلا نلجأ إلى التعميم فنقول: "زيدٌ رجل شجاع" معتمدين في ذلك على فروسيته، لأن هذه الشجاعة قد تختفي في شعوره بالخوف من الأشباح والأماكن المظلمة مثلاً، ويُصبح الوصف الأكثر دقة عندها أن نقول: "زيد رجل شجاع في المعارك" فنربط الشجاعة بالحالة التي يكون فيها زيدٌ شجاعاً بالفعل، وبحيث لا تعني فروسيته القيمة المعيارية أو المطلقة للشجاعة، فيُستثنى غير الفرسان من ذلك.
هي المزاجية التي تجعلنا لا نخضع لسلوك بعينه تجاه حدث بعينه، ففي المرات التي نصادف فيها مواقف إنسانية مُحددة تختلف ردود أفعالنا وسلوكنا تجاهها حسب حالتنا المزاجية، وهو الأمر الذي يجعلنا لا نجد ضرورة على انتقاد أشياء بعينها في مواقف بعينها، ونكيل لها الانتقاد في مواقف أخرى، دون أن يعني ذلك وقوعنا في فخ التناقض، لأننا لسنا على الدوام على استعداد لامتثال ذات السلوك في كل مرّة. فعندما أقرأ مقالاً عن ختان الإناث وفوائده الصحية فقد لا أتفاعل مع المقال بالدرجة التي تجعلني أُحدد موقفي من المقال والأفكار التي تحتويه، وقد أفعل ذلك في وقت آخر سواء مع ذات المقال أو مقال مشابه. ببساطة لأننا لسنا مُبرمجين للتصرّف بصورة مُحددة إزاء المواقف ذاتها في كل مرّة، كما أننا لسنا مُطالبين بذلك أيضاً. أضف إلى ذلك أننا نلجأ في أوقات كثيرة إلى اتخاذ أنماط مختلفة من السلوك للتعبير بواسطتها عن آرائنا ومواقفنا: فقد أتدخل بصورة مباشرة للتفريق بين شخصين يتشاجران، في الوقت الذي قد أكتفي فيه بالاستياء من منظر شخصين يتشاجران في يوم آخر وموقف آخر.
التباين في أنماط سلوكنا لا يُعتبر تبايناً في أفكارنا ومواقفنا، بل هو ببساطة تنوّع مزاجي في التعبير عن هذه الأفكار والتعاطي مع المواقف الحياتية اليومية. وهو الأمر الذي يدفعنا إلى اتخاذ مواقف سلوكية مختلفة للتعبير عن مواقفنا، كما في حالة ضرب الأم لطفلها خوفاً عليه، والذي قد يتباين مزاجياً في الحالة الواحدة في أوقات مختلفة بين الضرب والتوبيخ والحرمان من المكافآت والاكتفاء بإبداء الاستياء أو حتى الامتناع عن مخاطبته. كل هذه السلوكيات رغم تباينها إلا أنها تدخل جميعاً في إطار السلوك العقابي والذي بدوره ينضوي تحت بند المحبة الأمومية. وهكذا تتنوّع أساليبنا في التعبير عن آرائنا وأفكارنا حسب المزاج الذي لا يُمكن أن يتم تأطيره بمعيار مُحدد.
المعيار الذي يُحاول التكهّن على الدوام بتكرار سلوك معيّن في المواقف المُشابهة هو صفة رياضية معملية، لا يُمكن أن تنطبق على الإنسان، فالعلماء (مثلاً) بإمكانهم تحديد سلوك الخلية الحيّة في حال تعريضها لمُحفز معيّن، وبالتالي وضع قانون يُحدد سلوك الخلية في الحالات المشابهة، وهو ما يُساعدهم على إيجاد العلاجات الكيميائية المناسبة للأمراض المختلفة (هذا مثال للمعيار الرياضي) وهذا المعيار الرياضي يُمكن تعميمه في الحالات التي لا يُمكن الإخفاق فيها إلا بنسب ضئيلة جداً، ولكن الإنسان لا يخضع لهذا المعيار الرياضي لأنه متأثر بمزاجيته التي تجعل من الصعوبة التكهّن بسلوكه في المواقف المتشابهة.
بناءً على ما تقدّم؛ هل بإمكاننا التكهّن بالمواقف النقدية تجاه النصوص الأدبية؟ أعني هل بالإمكان التكهّن بآراء نقدية مُحددة؟ الكلام عن الأدب قد لا يختلف كثيراً في نظر البعض عن الكلام العادي المتداول بين الناس. ولقد نالت مسألة (الحياء العام) جانباً من اهتمام النقاد والقانونيين في الآونة الأخيرة، حيث كثر الحديث عنها، وكان باباً لاتهام نصوص أدبية ومظاهر اجتماعية مختلفة، وهنا بدأ السؤال عن حدود الحياء العام: متى يُصبح الشيء خادشاً للحياء والذوق العام، ومتى لا يكون كذلك؟ ومن يُحدد هذا المعيار بالفعل، وهل بالإمكان تعميم هذا المعيار فعلاً؟ كل هذه التساؤلات شغلت أذهان الكثير في الآونة الأخيرة ومازلت حتى اللحظة، وأعتقد أن هذه التساؤلات سوف تستمر لتكون نافذة لإعادة النظر في هذه الجزئية بالتحديد، وربما استفاد النقاد من هذه الآراء في التنظير لعلاقة الأدب بالواقع والمجتمع والقضايا القيمية بشكل عام.
إن محاولة الإجابة عن بعض هذه التساؤلات لهي أمر شاق بالفعل، فهو يتطلب الإلمام بقضايا الأدب ووظيفته من ناحية، ويتطلب مراعاة توجهات الناس أو المتلقين في أدوات حكمهم من ناحية أخرى. وربما كان من الضروري طرح تساؤلات مُضادة لوضع الأمور في نصابها الأقرب إلى الصحّة. فهل بالإمكان (مثلاً) الحُكم على نص أدبي بأنه نص غير جيّد لأنه يحتوي على عبارات خادشة للحياء؟ في اعتقادي الشخصي إن قضايا الأدب (والفن عموماً) تختلف كثيراً عن القضايا الأخرى. ورأيي الشخصي في هذه المسألة أنه لا يُمكن مُحاكمة النص الأدبي أو العمل الفني أخلاقياً، لأن الأخلاق نفسها ليست معيارية على الإطلاق وهي مرتبطة بمفهومنا الشخصي عن الخطأ والصواب، وبالتالي فهي خاضعة لمزاجية التعبير والتعاطي مع هذه المفاهيم سواء سلوكياً أو تعبيراً كما سبقت الإشارة.
متى يُمكن وصف النص بأنه خادش للحياء؟ هل عندما يتم تناول التابوهات والمُحرّمات بشكل مباشر ونقدي؟ أم عندما يتم ذكر الأعضاء التناسلية وتسميتها؟ أم عندما يتم وصف اللحظات الحميمة؟ أم عندما نشعر أن ما نقرأه قد يقرأه آخرون نعتقد أننا نملك سُلطة عليهم (نساء وأطفال)؟ ما هو المعيار الذي يجعلنا نرفض نصاً أدبياً أو جزئية منه؟ هل هو معيار ديني مثلاً؟ دعونا نتكلّم عن هذا الأمر قليلاً، وكي نقرّب المسألة فإننا نتساءل: هل هنالك أيّ رابط بين الدين والأخلاق؟ أعني هل الدين يُعتبر معياراً هو الآخر للأخلاق؟ الإجابة بالنسبة لديّ أن الدين ليس له علاقة بالأخلاق، لأن الأخلاق ليست معيارية على الإطلاق كما قلت؛ فمثلاً عندما أقول إن وصف مشهد جنسي يُعد خدشاً للحياء فإن هذا التعبير قيمي من الدرجة الأولى، بمعنى أنني لم أنطلق في حُكمي هذا من مرتكز ديني، حتى وإن كان الدين يدعو للعفة والتعفف، فمازلنا بحاجة إلى أن نعرف ما هي العفة وما هو معيارها وهو ما لا يُقدم لنا الدين تعريفاً واضحاً لها، ويبدو أن الأمر لا يخرج عن كونه مسألة ذاتية صرفة.
النص الأدبي يُقدم لنا نقلاً أميناً للواقع المُعاش، ولكن هذه الأمانة لا تخضع بالضرورة لقوانين الواقع نفسه، بل تخضع لقانون الإبداع المُتخيّل. ولتبسيط الأمر أقول: الواقع لا يخلو من صراع الخير والشر، وافتراض عمل أدبي يخلو من هذا الصراع هو ضرب من الابتعاد أو الانفصال عن الواقع، وهنا يأتي دورنا لطرح السؤال السابق والإجابة عليه: "ما هي وظيفة الأدب؟" في اعتقادي الخاص فإن الوظيفة الأساسية للأدب هي تقديم رؤية شخصية للواقع، وأعني بذلك أن الأدب يُحاول أن يُعطينا زاوية مغايرة للنظر بها إلى الواقع، بصرف النظر عما إذا كانت هذه الرؤية صائبة أم غير ذلك، فالأمر يظل في الإطار الشخصي المُتخيّل. فقط يحاول الأدب أن يكشف بعض الجوانب التأملية العميقة للمواقف الحياتية التي نعايشها بشكل يومي دون أن نبدي أيّ اهتمام بتلك الجوانب، وبالتالي يُصبح بإمكاننا إعادة فهمنا الخاص للحياة والأشياء بشكل جذري أو جزئي تجاهها. الأمر بهذا المفهوم قائم حتى دون الحاجة إلى الأدب نفسه، فرؤيتنا للحياة ليست واحدة، ولكن فقط القدرة على التعبير عن هذه الرؤى والأفكار هو ما يجعل للأدب تلك الميزة العبقرية، ولذلك فإننا نطلق على الأعمال الأدبية أعمالاً إبداعية.
إذا حاول الأدب تجميل الواقع فإنه عندها سوف يفقد أحد أهم عناصره المرتبط بالمصداقية من ناحية، والعنصر المُتخيّل من الناحية الأخرى، وعندها يتحوّل النص الأدبي إلى خطاب وعظي. وفي ظني فإن أغلب المعترضين على مسألة خدش الحياء ينطلقون في اعتراضهم ذلك من إحساس متعاظم بالمسئولية الرقابية تجاه الأشخاص التابعين له، ولذا فإن كثيرين يُرددون عبارات تشي بهذا الأمر وتفضح هذه المخاوف. وفي رأيي فإنه لا يحق لأحد فرض رقابة على شخص آخر، لأنه بذلك يحاول توحيد الآراء والأفكار أو فرضها عليه، وهذا (كما سبق) أمر يُعد من المستحيلات، لأن الإنسان نفسه متباين في تعبيره عن آرائه ومواقفه، ناهيك عن محاولات توحيد الآراء لمجموعة من الأفراد.
فقط عندما يلتزم النص الأدبي باشتراطات الإبداع الأدبي (كما سبق) فإنه يُصبح خارجاً تماماً عن نطاق المحاكمة "الأخلاقية" وإلا فإنه بإمكاننا مُحاكمة النصوص غير الأدبية أو التي لا تحمل سماته بمثل هذا المعيار الأخلاقي. هذا لا يعني أنه ليس بوسعنا الحكم على النص الأدبي ونقده، بل يعني أن الحكم لا يجب أن يخضع للمعيار الأخلاقي القيمي، فهي مرتبطة بالمزاج الذاتي لكل فرد.
الفاضل هشام ادم
ردحذفشكرا لسؤالك وتقبل اعتزارى لغيابى
نعم كانت رحلة راءعة ومثمرة على كل الاصعدة (عبارة ادبية بحته ))هه فى سياق اخر ساحدثك عنها
لعل اشدالاجابات الصادجمة التى قراتها لكاتب موفور الكتابة رغم انى ما وجدت اى شىء يجعلنى اتابع كتاباته رغم ان كتاباته خجولة مستحية جدا تتقفى سطورها تخاف ان تحيد عنها ...اناه قال بالنص ((ان الادب وجد اما ليقيم حالة موجودة فيجد لها الحل او ....شىء اخر من نفس القبيل ووجدته يستنكر ان بعض الكتاب اليوم ووصفهم بانهم جدد صاورا يكتبون عن الجنس كى تنجح رواياتهم ...بصراحة من يومها وانا لم تفارقنى لمحة الاندهاش والاستغراب هو لا يهمنى ولا يعتبر عندى كاتبا ولكنه تربع على عرش الانتباهة لهذا السؤال المهم فلقد عرفت انه الكاتب الذى ياتى من باب الخروج ولحظتها لاول مرة فكرت حقيقتا من مستوى ادنى من مستوى تفكيرى حيث ان الادب عندى هو الابداع من زاويته الحقيقية التى تقودنا للاحساس بعبقرية الشىء وعدم مطابقته مع شىء فى نفس وقت كتابة النص مثلا ان كان نصا الى شىء يشببه او يدانيه ..فعبقرية الادب هى المصداقية فى نقل تجربة شخصية تخص مقدم العمل تجربة تشبه الموهبة والوحى او الالهام وان احسها فى احلامه الناتجة من انفصام فى شخصية النفسية فسوف تظل هى عبقرية لان الفيصل فى الشىء هو الاتيان بما فاق الموجود المعروف لذا نظل مشرابة اعناقنا لسماع او رؤية اى شىء فيه هذا الوميض لنشعر باننا انتقلنا من الاعتيادية الى شىء يستحق ...على الاقل ...
من ناحية اخرى كما قلت هنالك مطب اسمه الحياء العام فى الادب لابد ان نفرد له مساحة لا باس بها ..او قل هما موضوعان مرتبطين ببعضهما البعض خاصة فى عالمنا العربى خاصة اما الان فيظل مع موجة التطرف الدينى المخيف فان اى حديث قد يكون خادشا لحياء العام وكانما الانسانية المتمثلة بالانسان قد تمحورت فى شىء واحد من بين حواسه ونعمه الكثيرة التى يتقلب فيها وهو ااغراء والاثارة فبدا وكانما هو وعاء مستقبل لا يختلف عن اجهزة الاستقبال الكهربية الاخرى ...بكل المقاييس سواء بعلاقة طردية ام عكسية فالنتيجة واحدة ....وصار فجاة الناس يتحدثون انها لابد من وجود ادب يرجع الناس الى شىء ماا غير خادش ...ليس حسب مفهوم محدد للخدش او الاخلاق او غيرها بل حسب مفهوم حسى مسيطر عليهم فقط وللاسف اصبح معدى وبالتالى بشكل وباء ...
ان تحدثنا عن ارتباط الدين فى مسالة الحياء برائى الشخصى الضعيف لم يزل هنالك فهم ناقص يحتاج لفتح الالاف النقاشات لمجابهة الخدش المستشرى حسب مفهومه فى كل مكان ...فانتهت عهود الوصايا والولاية ...والتخويف ..وبالتالى فليس كل حديث عن الجنس هو حديث قبيححح منفر او مخرج من القطيع ....
لذا اتفق معك فى عدم محاكمة النص الادبى اخلاقيا والا ما تبقى شىء لنتخيله او لنحلم به او لنعمل عليه فراستنا وما يحدث على ارض الواقع يحتاج الى الكثير الكثير من مفردات الادب ...بكل ضروبه الرئية والمسموعة والمقرؤة ...من يحاكمون النص اخلاقيا يتحججون بان هذا مايتطلبه الدين والاخلاق لكنهم ابعد الناس عن الاعتراف بفضائع ما يدفنون من وابخلهم فى بالبحث عن حل يخلص البشرية فاما فنائها او بقائها تعيش على فتات خوفها وكهنوتها الخاص ..
خلاصة القول
لايملك حق انتقاد العمل الادب الا شخوص فيها سمو الارواح وحرية التعبير والتصرف والتجربة الشخصية متصالحة مع نفسها قابلة لذواتها قادرة على المرونة فى اى وقت وحين ...مستنبطة ما يصلح لها مسترشدة بلا وصى جاهل ...
استمتعت جدا جدا جدا
وساعود لقراءة المقال مرات ومرات
الأخت الفاضلة: لمى هلول
ردحذفتحياتي لك
وفي انتظار سماع أخبار رحلتك الأخيرة إلى بورتسودان، وأمنياتي لك بدوام الصحة والعافية والسعادة
بخصوص موضوع المعيار، فالحقيقة أن هذا الأمر غاية في التعقيد لاسيما عندما يرتبط الأمر بالأدب والإبداع، فكثيراً ما يطرح الناس أسئلة من نوع: هل هنالك حدود لحرية الكتابة والتعبير؟ فإذا كانت هنالك حدود فعلاً؛ فمن هو الذي يُشكل هذه الحدود ويتدخل ويتحكّم فيها؟ من الجيّد أننا متفقان على أن النص الأدبي لا يجب أن يخضع للمحاكمة الأخلاقية، لأنه عندها سوف ننتقص من شأن الأعمال الأدبية والإبداعية عموماً، وأعتقد أنه ليس ثمة فحش في الأدب عموماً، والأمر كله متمثل في مفهومنا الشخصي للفحش والبذاءة ولهذا فإنه لا يُعقل أن أخضع حريتي في التعبير والكتابة لمعيار أشخاص آخرين لأنني عندها سوف ألغي معياري أنا الشخصي وبالتالي فإن الأدب الذي سوف أنتجه يُصبح أدب مصطنع وليس إبداعي
لقد استفدتُ كثيراً من مداخلتك القيمة، ولطالما كانت مداخلاتك -سيدتي- مفيدة وقيّمة دائماً، ولهذا فإنني بالفعل افتقدتكِ الفترة السابقة. فكوني بألف خير
مودتي